فقدنا ملكنا، ووالدنا، وراعينا، ننعي حبيبنا الملك عبد الله الذي كانت سياساته المتطلعة وحبه لشعبه سبباً رئيساً لاقرار مرسوم ملكي للمبادرة الوطنية لاضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه في ١٤٢٩هـ، ودعا بعد ذلك الشركاء الرئيسيين في رعاية الأطفال الذين يعانون من اضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه على العمل معا لخلق بيئة داعمة تضمن لهم الحصول على الخدمات التي يحتاجون إليها؛ لحماية حقوقهم وتمكينهم من النجاح.
أطلق على الملك عبدالله – رحمه الله – لقب ملك الإنسانية، وتجلى ذلك في دعمه واعترافه باضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه، حيث أنّ هذا الاضطراب ملازم لمن يصاب به مدى الحياة و له عواقب وخيمة وواسعة النطاق للعائلة والمجتمع.
وبعد التوقيع على المبادرة الوطنية لاضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه، جلب الملك عبدالله انتباه الأمة الى الآثار المدمرة للاضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه غير المعالجَة، حيث تم تحديد المسؤوليات إلى الجهات المعنية: وزارة الصحة، ووزارة التربية والتعليم، ووزارة التربية والتعليم العالي، ووزارة الإعلام، ووزارة الشؤون الاجتماعية؛ لضمان تجنب النتائج الوهيمة لعدم علاج اضطراب فرط الحركة وتشتت الإنتباه.
وبصرف النظر عن المشاكل المعروفة جيدا عن الأشخاص المصابين باضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه عندما لايتلقون العلاج يعانون في مجالات التعليم. فإن الدراسات الدولية حول اضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه تحذر من معدلات أعلى من العديد من المشاكل الاجتماعية، كالتدخين في سن المراهقة، والإدمان، إلى جانب التسبب في الحوادث المرورية.
الحمد لله، فنحن نعرف الآن أنه مع التدخل المبكر والعلاج المتعدد الوسائط الطبية والتعليمية والسلوكية، فإن الأشخاص المصابين باضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه يمثلون شرارة مبدعة من شأنها أن تدفع الوطن قدما.
في حين ما ننعي ملكنا دعونا نحتفل بإرثه، ورؤيته، وقيادته بتذكر ما وقف له، وجميعنا نناضل سويا من أجل إجراء تغيير للأطفال والبالغين الذين يعانون من اضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه في المملكة العربية السعودية.