تخطى إلى المحتوى

قصة و حديث

الدكتور محمد بن عبدالرحمن المهيزع 
استشاري المخ والأعصاب للأطفال

قال محدثي فرحاً بنجاحه مع طفله الذي يعاني من كثرة الحرة وتشتت الانتباه وضعف في الأداء الدراسي الحمدلله لقد لاحظت تحسناً واضحاً في أدائه المدرسي وفي المنزل.
أما في المدرسة فقد استطعت أن أوفر له أماكن مخصصة تساعد على التركيز وتقليل المؤثرات الخارجية واشتريت له بعض البرامج التي تنمي مهارة التركيز لديه.

أما في المنزل فإننا وبواسطة التشجيع المستمر واتخاذ بعض الأساليب تمكنا من تحسين سلوكه الإندفاعي وكثرة الحركة المزعجة. إنه يتفاعل بشكل جيد فالحمدالله، الآن يمكن أن أطمئن أن طفلي سيكون مميزاً في مستقبله.

لقد ولت سنوات الألم والمعانة.. فطفلي ليس بالمشاغب عديم التربية، وليس بالغبي المتأخر عقلياً، ولسنا بالأسرة الفاشلة والمهملة لابنها.

الآن فقط أستطيع أن أقول ممتناً شكراً لك يادكتور إن اضطراب فرط الحركة وقلة الانتباه الذي كان يعاني منه ولدي كان نعمة علي وعلى والدته إذ جعلنا نشعر بالمسؤولية تجاه ابننا ونفخر بالنجاح الذي يحققه يوماً بعد يوم. فبشيء من المعرفة والقراءة والكثير من الصبر والتعاون مع المختصين أصبحنا نفهم طبيعة ابننا وبالتالى عرفنا كيف نتعامل معه.

هذه باختصار تجربة أب لطفل كان يعاني من اضطراب فرط الحركة وقلة الانتباه كان لديه بعض المال والكثير من العزيمة والإصرار. ترى كم طفل في بيتنا ومدارسنا يعاني من هذا الاضطراب دون رعاية.. هذا الاضطراب الذي تشير الاحصاءات العالمية إلى أنه يوجد بنسبة 5-15% من الأطفال في المرحلة الإبتدائية، هذه النسبة التي لاأعتقد أنها تتجاوز نسبة الطلبة (المشاغبين) أو (المهملين) بشكل كبير في مدارسنا.

وبين يدي تساؤلات أطرحها لك أخي القارئ.. فحين ترغب أن يتقن ابنك السباحة فأنت تهتم بتعليمه ذلك ولربما في نواد متخصصة، وحين يواجه ابنك صعوبة فإنك تبحث له عن معلم يضاعف معه الجهد ليعينه على فهم ماصعب عليه. أما حين يعاني من كثرة الحركة وقلة الانتباه فإن البعض.. وأرجو أن لايكون الكثير منا يتدخل بالضرب والتأنيب والوصم بالفشل في حين كان ينبغي مساعدته للتغلب على هذه الصعوبات.

وإذا كان الضمير فيما سبق مذكراً فلا يعني خلو بناتنا من هذا الإضطراب إذ أنه يصيب الفتيان ولكن بنسبة أقل من الفتيان.

إننا لانتحدث عن تلف في المخ لايمكن معالجته أو سرطان قاتل لايمكن القضاء عليه، كما أننا لا نتحدث عن مرض مستفحل يزداد مع الزمن نهشاً في صحة الفرد فحسب، ولكننا نتحدث عن اضطراب يتعدى أثره الفرد إلى أسرته ومجتمعه. فهناك فرق بين عنصر ناجع مثابر ومنتج رغم أنه يلبس نظارة أو جهازاً لتقوية السمع وبين إنسان فاشل وزوج انفعالي وأب مضيع أو شاب منحرف ومدمن للمخدرات.

هذا هو بالضبط الفرق بين معالجة اضطراب فرط الحركة وقلة الانتباه من عدمه حسبما بينته دراسات عالمية عديدة تناولته شرائح متعددة من تلك المجتمعات.

إن تضافر الجهود بين الأهل والمدرسة وبين قطاعات متعدة معينة بالعملية التربوية والصحية لبلادنا من أجل نشر التوعية اللازمة من سمات هذا الاضطراب وطرق التعامل معه ومعالجته لاشك أنه سيجعل نسبة الفشل السابقة أقل بكثير.

وهذا مانحاول أن نسهم به من خلال هذه الصفحة والتي سيتلوها بإذن الله جهود نسأل الله أن يكتب لها النجاح والتوفيق.

الوسوم: