أثبتت الدراسات الحديثة أن العلاج الدوائي له أهميته وفعاليته في علاج اضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه، حيث أنه جزء من خطة العلاج المتكاملة التي تتكون من العلاج الدوائي بالإضافة إلى العلاج السلوكي والتربوي.
ولكي نضمن فعالية استخدام العلاج الدوائي لابد من خطة دوائية فعالة متفق عليها من قبل الطفل والآباء والطبيب.
وقت البدء في العلاج الدوائي:
إن العلاج الدوائي لا يستخدم كعلاج أولي للاضطراب لأطفال ما قبل المدرسة، بل يفضل أن تبدأ الخطة العلاجية بالعلاج السلوكي الذي يهتم بتعديل السلوكيات بواسطة استراتيجيات تستعمل من قبل أهالي ذوي افتا. و في حال عدم توفر العلاج السلوكي في مدينتك، فعلى الطبيب المختص أن يقارن بين استخدام الدواء في عمر مبكر و تأثيره على ابنك وبين تأخيره والآثار المترتبة على ذلك ويختار الأنسب لحالة طفلك. بينما العلاج الدوائي (الأدوية المنشطة بالتحديد) يستخدم كعلاج أولي للأطفال في سن الدراسة، حيث يستخدم إن كانت الأعراض الظاهرة على طفلك تؤثر عليه سلباً في مختلف جوانب حياته و حياة عائلته ، حيث أنه لا يوجد هناك دراسات تثبت استمرار الآثار السلبية للعلاج الدوائي على حياة الطفل للمدى البعيد.
متى يمكن معرفة نجاح وتأثير العلاج الدوائي على الطفل؟
يبدأ معظم الأطباء العلاج الدوائي بجرعات صغيرة، وبعد ذلك يقوم بتعديل كمية الجرعات حتى يجد الجرعة المناسبة لحالة طفلك، وغالباً يكون نوع الجرعات المستخدمة من الأدوية المنشطة. فإن كانت الجرعة فعالة فستتمكن من ملاحظة تأثير الدواء خلال 30-90 دقيقة (حسب الجرعة و نوع الدواء المستخدم) ، أما بالنسبة للأدوية الغير منشطة فإن فعاليتها تأخذ أسبوعان على الأقل حتى تظهر.
هل يوجد فترات يمكن للطفل فيها التوقف عن أخذ العلاج؟
ينصح بعض الأطباء بالتوقف عن أخذ أدوية منشطة للطفل أثناء نهاية الأسبوع والعطل القصيرة أو خلال العطلة الصيفية وأحياناً يكون ذلك بناءً على طلب الوالدين خاصةً إذا كانت مشكلته الأساسية هي تشتت الانتباه وليس فرط الحركة والإندفاعية،
و ذلك لأن الآثار الجانبية للأدوية قد تزعج الطفل وعائلته. حيث يعتمد التوقف عن أخذ الدواء على حدة ونوع الاضطراب المشخص به طفلك و مدى قدرته على تحمل آثار الدواء السلبية.
ولكن ينصح البعض الآخر بالاستمرار في أخذ الدواء دون توقف حيث سيساعد طفلك على القيام بأعماله اليومية مثل: قيادة السيارة ، و سيساعد المراهقين على مقاومة الانخراط بالتدخين و التصرفات التي تهدد سلامته.
أما بالنسبة للأدوية الغير منشطة فمن الصعب التوقف عن أخذها لكونها تستغرق وقتاً طويلاً حتى يبدأ مفعولها ، وقد يؤثر التوقف عن أخذ الدواء لفترات بسيطة على فعالية الدواء.
هل يمكن للطفل أن يتوقف تماماً عن أخذ الدواء؟
قد تستمر معاناة الأطفال المشخصين بافتا مع الأعراض لفترة طويلة من حياتهم، ولذلك يحتاجون للاستمرار بأخذ العلاج الدوائي. ومع نضوج طفلك سيبدأ الطبيب المختص بالتقليل من جرعة الدواء ومراقبة أعراضه ليرى ما إذا يمكن أن يستغني عن العلاج أو يقلله، ويعد تقييم الآباء والمعلمين لسلوك الطفل وتحسن حالته وسيلة فعالة لمساعدة الطبيب على اتخاذ القرار في تقليل الجرعة أو إيقافها، ويمكن تقييم سلوك الطفل عن طريق العلامات التالية :
- إذا كان الطفل يأخذ الدواء باستمرار لمدة سنة ولم يشكو من أعراض افتا.
- إذا كان سلوك الطفل يتحسن دون تغيير في الجرعة الدوائية على المدى البعيد.
- إذا كان الطفل يتصرف بطريقة جيدة عند تفويت جرعة أو اثنتان.
- إذا كان الطفل لديه طرق جديدة للتركيز.
متى يحتاج الطفل تغييراً في الجرعة المعتادة:
تغيير جرعة الدواء للطفل يعتمد على:
- استمرارية الآثار الجانبية لفترةٍ طويلة.
- تحسن الطفل في جوانب الحياة المختلفة (الأكاديمية،الاجتماعية،النفسية،….إلخ)
- تغير وزن الطفل أثناء مراحل نموه.
- التغيرات المفاجئة في بيئة الطفل.
وتذكر دائمًا أن أخذ القرارات المتعلقة بالعلاج الدوائي للطفل ليس أمراً سهلاً على الإطلاق ، حيث أنه يجب على الآباء التفكير بحرص و الموازنة بين الإيجابيات والسلبيات لكل قرار يتخذونه ، فالدواء المناسب لطفلك قد لا يناسب طفل آخر، لذا يجب عليك أن تستشير الطبيب دائماً لتتخذ القرار الأفضل لطفلك.