انطلق المؤتمر الثاني لتدريب القادة الأطباء مساء أمس الأول، والذي تنظمه جمعية دعم اضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه “افتا” بالشراكة مع الأكاديمية الأمريكية لطب الأطفال في منتجع “نوفا” بحضور الأمير محمد بن سلطان بن محمد بن سعود الكبير، ونائب السفير الأمريكي لدى المملكة توماس وليمز، وعدد من المختصين والمهتمين، ولفيف من رجال الأعمال والإعلاميين.
ويهدف المؤتمر إلى جعل أطباء الأسرة وطب الأطفال قادرين على التشخيص والتعامل السليم مع المصابين باضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه “افتا”، ويكونوا قادة مساهمين في تطوير الخدمات الصحية في أنحاء المملكة، من خلال إشراكهم في ورش عمل متنوعة بين التدريبات العملية والمحاضرات التي يشارك فيه أطباء وطبيبات من جميع أنحاء المملكة.
وتحدثت” د.سعاد يماني” -رئيسة الجمعية- في بداية الحفل الخطابي المعد للمناسبة عن أهمية استقطاب قيادات من أجل النهوض بمستوى الخدمات الصحية المقدمة لأطفال “افتا” وذوي المشاكل الصحية الأخرى، من خلال تكوين فريق عمل هدفه تدريب التربويين والأهالي، وتقديم الدعم الشامل للأطفال من خلال رفع الوعي وتحسين الخدمات، مشيرةً إلى أنّ الهدف الأسمى لجمعية “افتا” هو أن لا يتواجد طفل من دون رعاية صحية متكاملة في المستقبل القريب، شاكرةً “وزارة الصحة” على تعاونها مع الجمعية وذلك باستقطاب أطباء الأطفال من مختلف مناطق المملكة للمشاركة في المؤتمر، من أجل الإفادة من خبراتهم وتدريبهم، كما خصت بالشكر صاحب السمو الأمير سلطان بن محمد بن سعود الكبير على رعايته ودعمه لهذا المؤتمر، ثم ألقى “د.جيلبيرت سي ليو” كلمة شكَر فيها المنظمين والمشاركين في المؤتمر، لافتاً إلى أهمية التدريب والندوات من أجل نشر الوعي بين أفراد المجتمع.
وألقى” م.سمير علي آل عبد ربه” -نائب رئيس الاتصالات والإعلام في سابك- كلمته مسلطاً الضوء على إنجازات ودور “سابك” في خدمة المجتمع ورؤية التحدي وعدم الخضوع للمألوف، حيث أنّ دورها لا يقتصر على تسويق المنتجات فقط، بل أيضاً تسويق الحلول لدول العالم، لافتًا إلى أنّ شركة “سابك” أنفقت (2) مليار ريال خلال (8) سنوات لمشروعات في مجال الاستدامة والمجتمع، وذلك من خلال مشروع الصحة النفسية ب(300) مليون ريال، وبحوث عن الصحة النفسية والحياة ب(12) مليون ريال، ووحدة متنقلة لاكتشاف سرطان الثدي، ومشروع الوقاية من المخدرات.
وأشار “د.سامي حسين الحجار” -أستاذ طب الأطفال ورئيس شعبة الأمراض المعدية بقسم الأطفال في مستشفى الملك فيصل التخصصي- إلى أنّ اضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه يؤثر على وظيفة الأطفال وعلى التحصيل الدراسي لديهم، فإذا لم يتم تشخيص الطفل وحل المشكلة سواء بالعلاج السلوكي أو العلاج الدوائي فسنفقد أطفالاً متميزين ومبدعين في هذا المجتمع، مضيفاً أنّ الإصابة بفرط الحركة وتشتت الانتباه عادة ما تكون من مرحلة الطفولة، وتستمر مع المصاب في جميع مراحل النمو؛ مما يؤثر على وظيفة الكبار في مثل اتخاذ القرارات المستعجلة، والإدمان، وارتكاب سلوكيات خاطئة، لأنّه اضطراب عصبي سلوكي ناتج عن خلل في وظائف الدماغ.
وأكد “د.أحمد الرميان” -استشاري مخ وأعصاب الأطفال في مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم الصحية- على أنّه لا يوجد سبب معين يساعد على اضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه، ولكن هناك عدة عوامل تساعد على الإصابة بفرط الحركة منها العوامل الوراثية، والعوامل المكتسبة، ونقص الأكسجين أثناء الولادة والإصابة بالحمى الشوكية وأي اضطراب يؤثر في وظيفة الدماغ، بالإضافة إلى البيئة المحيطة بالطفل، فالعائلة التي لديها تفكك أسري يساعد على إثراء اضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه لدى الطفل.
وبيّن “د.حافظ المدلج” -عضو الجمعية- أنّ الجمعية ساهمت في تحسين الخدمات المقدمة لتلك الفئة التي تعاني من هذا الاضطراب، وأنّ المملكة عرف عنها أنّها مملكة الإنسانية من خلال اهتمامها ودعمها اللامحدود للعمل الاجتماعي، فالإنسان في كل مكان وزمان يحتاج إلى مثل هذه الجمعيات، موضحاً أنّ مثل هذه المناسبات تشجع أبناء هذا الوطن على الاهتمام والدعم للجمعيات والمؤسسات المدنية.
وفي ختام الحفل كرّم سمو الأمير محمد بن سلطان بن سعود الكبير نيابةً عن راعي الحفل الجهات الداعمة للمؤتمر؛ “شركة سابك” و”شركة عبدالرحمن القصيبي” و”شركة ليلى” و”منتجع نوفا”، كما تم تكريم عدد من الأطباء المشاركين في المؤتمر.