تخطى إلى المحتوى

تطبيق الجودة في العمل التطوعي

يعد العمل التطوعي عاملًا مهمًّا للمساهمة في نمو وتطور المجتمعات الإنسانية، وله فوائد عديدة لأفراد المجتمع ومؤسساته، وأصبحت الحاجة ملحة لتطوير منظومة العمل التطوعي ونقلة من القيام على الدافعية الذاتية الشخصية والروح الإنسانية إلى مرحلة أكثر تنظيمًا واستقرارًا وجودة واحترافية للإيفاء بالحاجات والمتطلبات التنموية.

ومن أجل نجاح تلك المرحلة التطويرية فعلى المنظمات الحكومية والخاصة وغير الربحية تقديم مزيد من العمل وزيادة الإنتاجية والتخلي عن الكثير من المفاهيم والأساليب التقليدية للإدارة التي لم تعد قادرة على الصمود. ويبرز مفهوم إدارة الجودة الشاملة كأحد المفاهيم الإدارية الحديثة التي تهدف إلى التحسين المستمر لجودة المنتجات والخدمات لترقى لمستوى توقعات ورغبات المستفيدين وتحقيق رضاهم. ومع شيوع مفاهيم الجودة وتطبيقاتها الناجحة في العديد من المنظمات في معظم دول العالم، حيث أسهم في تمكينها من زيادة الإنتاجية وتقديم خدماتها ومنتجاتها بأعلى جودة وأقل تكلفة، وترقى لمستوى توقعات عملائها. ولأهمية الجودة فإنه من المناسب أن تبادر المنظمات بالإقدام على تطبيق الجودة على كافة أعمالها ومشاريعها ومبادراتها ونشاطاتها، وبالأخص منظومة العمل التطوعي.

الفوائد المتوقع تحقيقها عند تطبيق إدارة الجودة ومنظومة العمل التطوعي في المنظمة.

من المتوقع أن يحقق تطبيق الجودة ومنظومة العمل التطوعي في المنظمة الفوائد والمكاسب التالية:

زيادة الإنتاجية وتخفيض تكاليف التفشيل
تحقيق رضا المستفيدين (الداخليين / الخارجيين) والوفاء بمتطلباتهم الحالية والمستقبلية
نشر وتعزيز ثقافة العمل التطوعي وتفعيله في المنظمة
تعزيز قيم الانتماء الوطني والعمل الإنساني والمسؤولية الاجتماعية
تطوير منظومة العمل التطوعي بما يحقق التوسع في العمل التطوعي لتحقيق الأهداف التنموية للمجتمع
الوصول إلى درجة صفر من الأخطاء والعيوب في الأداء
إيجاد نظام شامل ومتكامل للأداء
بناء نظام متكامل للوقاية من الأخطاء في الأداء
تمكين وتحفيز المنظمات والجهات وفرق العمل والمتطوعين والأفراد.

هناك العديد من النماذج الشهيرة الخاصة بتطبيق الجودة محليًّا وإقليميًّا وعالميًّا، ومن خلال الاطلاع على كثير من التجارب المحلية والإقليمية والعالمية في تطبيق الجودة، تحققت فوائد كثيرة لتلك المنظمات، ومن خلال إشرافنا على تطبيق الجودة في إحدى المنظمات الحكومية داخل المملكة وكذلك في دول مجلس التعاون للدول الخليجية، فإن تطبيق الجودة في المنظمة يتم من خلال خمس مراحل أساسية تقود في النهاية إلى تطبيق شامل للجودة، وفق ما يلي:

  • مرحلة التأسيس، وتشتمل على (إنشاء التنظيم الإداري المناسب لتطبيق الجودة، تحديد رؤية ورسالة وغايات المنظمة، وتحديد مؤشرات نجاح تطبيق الجودة في المنظمة، وتحديد مشاريع التحسين والمبادرات والفرص التطوعية، وتحديد الرسائل ومنشورات التوعية بالجودة والعمل التطوعي، وإعداد المحاضرات والورش والندوات والبرامج التدريبية الخاصة بالجودة والعمل التطوعي، وتحديد دور الإدارات في دعم الجودة والعمل التطوعي، وإعداد دليل تطبيق الجودة والعمل التطوعي
  • مرحلة التهيئة، وتشتمل على (تهيئة الإدارة العليا ومديري الإدارات ومنسوبي المنظمة، ونشر مفهوم الجودة والعمل التطوعي داخل المنظمة)
  • مرحلة الإعداد، وتشتمل على (تقييماتي لجودة الأعمال والبرامج والنشاطات المنقدة وبيئة العمل، وتدريب العاملين في المنظمة على الجودة والعمل التطوعي، وتشكيل فرق العمل)
  • مرحلة التنفيذ، على الرغم من أهمية المراحل الأولى والثانية والثالثة والتي لا يمكن التطبيق من دونها، إلا أنها لا تتجاوز التأسيس والتهيئة والإعداد لهذه المرحلة (التنفيذ) والتي تمثل التطبيق الفعلي للجودة، ومهما كان تطبيق المراحل الثلاث الأولى فعالًا فإنه لن يحقق الجودة، ولن يؤدي إلى تحقيق نتائج ملموسة، إلا أنها مطلب أساسي لنجاح المرحلة الرابعة، والنجاح في المراحل الثلاث الأولى يسهل تطبيق المرحلة الرابعة، ويمكّن فرق العمل من القيام بها بيسر وسهولة. وتشتمل المرحلة الرابعة (التنفيذ) على أربعة مكونات أساسية وفق التالي (الإعداد والتخطيط للجودة، وتحليل وقياس الجودة، وتحسين وتطوير الجودة، وضبط ومراقبة الجودة)، كما يمكن تقسيم كل مرحلة إلى خطوات تفصيلية سهلة التنفيذ والقياس والتقييم.
  • مرحلة التحسين المستمر، وتشتمل على (الاستمرار في عمليات التحسين المستمر، والاستمرار في دعم ومساندة الإدارة، وتقييم ومتابعة النتائج).

خالد بن عبد الرحمن المسعود

مجلة ركز – العدد الأول ٢٠٢٤

[pvc_stats postid=”” increase=”1″ show_views_today=”1″]
الوسوم: