د. نسرين الحقيل
الأم الملهمة
كتبته: روان النويصر
هناك أشخاص مُلهمون، مثل الشمس المشرقة بأفعالهم البسيطة ذات الأثر العميق…
مثل الدكتورة نسرين الحقيل، أو بمعنى أدق الأم نسرين التي قادها طفلها المُشخص بفرط الحركة وتشتت الانتباه إلى تسلق جبل إيفرست لمدة 9 أيام متواصلة تحدت فيها البرد والتعب لهدف سامٍ وهو تسليط الضوء على فرط الحركة وتشتت الانتباه ودعم جمعية (إشراق).
د. نسرين لم تفكر بطفلها فقط بل فكرت بكل طفل مصاب بفرط الحركة وتشتت الانتباه وعدم وعي المجتمع بهذا الاضطراب وعدم تفهمه أو احتوائه لكل طفل وبالغ مصاب هو بحد ذاته أسوأ من الاضطراب، فالاختلاف موجود بشتى طرقه وألوانه، سواء كان اختلافًا عضويًّا أو نفسيًّا أو عرقيًّا، ولكن مدى تقبل المجتمع ووعيه بهذا الاختلاف هو ما يجعل حياة الإنسان المختلف أفضل من خلال احتوائهم ومعرفة كيفية التعامل معهم.
حيث يصيب هذا الاضطراب 10٪ حسب آخر الإحصائيات. غير البالغين الذين تم تشخيصهم بعد سن العشرين أو الثلاثين. كانوا في حيرة من أمرهم على مدى عقود لماذا أنا بالذات من ينسى؟ لماذا أنا بالذات من يُخفق، لماذا أشعر دائمًا بأنني مُختلف وأضع نفسي في مواقف مُحرجة من دون قصد! د. نسرين حين قمت بسؤالها هل أثرتِ بحياة شخص معين؟ قالت لي لا أعلم تحديدًا، ولكن هناك موقفًا لم أنسه حين زارتني يومًا.
أم وطفل. لقد زارتني في عيادتي يومًا وشكرتني بشكل شخصي. فقد جعلتها تُدرك أن ابنها مصاب باضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه ما جعلها تهرع إلى تشخيصه ومعرفة العلاج المناسب، وبهذا بعد الله تعالى كانت هي السبب في جعل حياة هذا الطفل أسهل، بعد تفهُّم والديه وأعضاء مدرسته، وبالتالي مجتمعه لحالته جيدًا، تَيَسَّرَتْ عليه الصعاب.
نحتاج في حياتنا أحياناً لمثل هؤلاء الجنود الذين يقفون بأهدافهم السامية فوق جبال تُنير عقول البشر، فبوجوههم تشرق الحيات.