هل يمكن تفسير المظاهر السلوكية لاضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه تفسيراً واضحاً بالرجوع إلى الأعراض الإكلينيكية (فرط نشاط والاندفاع والغفلة) والتفاعلات بينهما؟
لنأخذ مشهد افتراضي حيث أن طفل مصاب باضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه وصُدم بالخطأ من قبل طفل أخر ويتفاعل بكل عدوانية هل يمكن لنا أن نفسر ردة فعله ببساطة من حيث الغفلة والاندفاع (لا يلاحظ لغة جسد الطفل الآخر، ولا يتوقف عن التفكير أو الانتظار لتفسير قبل التفاعل معها)؟
أم أن هناك طبقة أخرى من العجز مما تسبب في انهيار الاتصال؟ إنها فكرة مثيرة للاهتمام، ومجرد واحدة من النقاط التي تم التحقيق فيها كجزء من دراسة أقيمت في 2016 من قبل محمد حماد وهدى عوض في نجران، المملكة العربية السعودية.
وتؤكد الدراسة نتائج الدراسات الدولية السابقة التي وجدت مستوى أعلى من العدوان بين الأطفال الذين يعانون من اضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه مقارنة مع أقرانهم. فإنه يفترض أيضا أن الأطفال الذين يعانون من الاضطراب قد يتصرفون أحياناً بالقوة ليس لتغفلهم للإشارات الاجتماعية فحسب بل لسوء تفسيرهم لها.
وجدت هذه الدراسة هذا النوع من التصرف في كل من الفتيان والفتيات السعوديين المصابين بالاضطراب، ولكن الأولاد عموماً أكثر عدوانية ظاهرياً من الفتيات. كما كان الأولاد مع اضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه، من المرجح أن يكونوا أكثر عدوانية على نحو استباقي، في حين أن الفتيات أكثر عدوانية في ردة الفعل. وهذا الاختلاف قد يكون نتيجة لأدوار الجنسين في المجتمع والتنشئة الاجتماعية الثقافية.
Social Information Processing and Reactive and Proactive Aggression among Children with ADHD
الترجمة: فيصل حسين العذل