أغلب المعلمين إن لم يكن جميعهم قد واجهوا طفل من ذوي افت، و لأن المعلم يلعب دوراً هاماً في اكتشاف افتا لدى الطلاب والمساعدة في تطبيق العلاج التربوي والسلوكي يجب عليه معرفة ماهو افتا وكيف يؤثر في قدرة الطالب على التعلم ليتمكن من تطبيق الاستراتيجيات المناسبة لتكوين بيئة ملائمة لتعليم هؤلاء الأطفال.
في مايلي بعض النقاط الأساسية التي ينبغي على المعلم معرفتها عن افتا:
افتا اضطراب حقيقي
أثبت الباحثون أن افتا عبارة عن اضطراب عصبي بيولوجي حقيقي، حيث يعتقدون أن ذوي افتا لديهم تركيبة دماغ مختلفة من حيث صغر حجم بعض المناطق في الدماغ وضعف في أداء الناقلات العصبية (النورأدرينالين والدوبامين). ويتسم هذا الاضطراب بظهور أعراض على الطفل تتمثل في فرط الحركة و تشتت الانتباه و الاندفاعية.
سلوك ذوي افتا ليس نتيجةً لسوء تربية الأهل
قد يكون من السهل إلقاء اللوم على تربية الأهل عندما يقوم الطالب بسلوكيات خاطئة في المدرسة، مثل عدم الانضباط، والالتزام في الأنظمة والقوانين، أو إهمال الواجبات المدرسية، ولكن في الحقيقة هذه السلوكيات ليست نتيجةً لسوء التربية، بل نتيجةً لإصابة الطالب بافتا. فقد يتملل الطالب بشكل مستمر أو يقوم بالمشي والتجول كثيراً داخل الفصل أو خارجه، ويعود ذلك إلى فرط الحركة لديه. أما بالنسبة للاندفاعية فهي قد تظهر على الطالب بشكل إجابات متسرعة قبل إنهاء الأسئلة و عدم انتظار الدور و مقاطعة الآخرين عند حديثهم. ويتمثل تشتت الانتباه بعدم التنظيم و قلة التركيز وصعوبة في الانتباه للتفاصيل ونسيان الأنشطة والمواعيد اليومية.
لايوجد علاج شافي ونهائي لافتا
عندما يتناول الطفل الدواء لا يعني ذلك أن الأدوية تعالجه بشكل تام من افتا، توجد العديد من الأدوية التي تساعد في الحد من أعراض افتا، لكنها لا تعالج جميع الأعراض إذ أن العلاج الفعال له هو العلاج الدوائي مجتمعاً مع العلاج التربوي والسلوكي .
فعالية العلاج التربوي
يتطلب العلاج التربوي التعاون المكثف بين الأهل و المدرسة لعمل التغيرات المطلوبة ليصبح الطفل ناضجاً أكاديميا، فالأطفال المصابون بافتا لديهم مشاكل في المدرسة؛ نتيجة لما يعانون من صعوبات في القيام بالأعمال التي تحتاج إلى تركيز أو تذكير أو تخطيط أو تنظيم، و هذا يؤدي إلى ضعف في الأداء الأكاديمي و الاجتماعي. لذلك من الضروري تقوية علاقة المعلم بالطلاب المصابين بافتا و الاهتمام بهم، كما ينبغي عليه التواصل مع الأساتذة الآخرين و أهالي الطلاب للتنسيق معهم بهدف مساعدة هذه الفئة من الطلاب قدر الإمكان.
يتضمن العلاج التربوي تكييف أو تعديل للمنهج و الخطة الدراسية أو البيئة الصفية بطريقة تلائم قدرات واحتياجات الطالب المختلفة. ويشمل هذا التكييف: المواد الدراسية، البيئة الصفية، طريقة التدريس، الواجبات المدرسية، التقييم والدرجات، والاختبارات.
هناك اضطرابات مصاحبة لافتا
طبقاً لدراسة أجراها المعهد الوطني للصحة النفسية بالولايات المتحدة الأمريكية فإن ثلثي الأطفال المصابين لديهم على الأقل اضطراب مصاحب لافتا مثل : صعوبات التعلم، القلق، الاكتئاب، الإدمان، إلخ. في المقابل تميل نسبة الإصابة لدى المراهقين للارتفاع بشكل ملحوظ، مما يشكل تحديًا للأهل وللمعلم أيضًا في تطبيق العلاج السلوكي والتربوي، خصوصاً إذا كانت أعراض افتا لدى المراهق حادة.
أهمية التعزيز الإيجابي لسلوكيات الطالب
يميل أطفال افتا للاستجابة بشكل جيد للتعزيز الإيجابي لسلوكياتهم، لذلك يجب على المعلم إبداء رد فعل إيجابي بدلاً من السلبي. فبدلاً من قوله “أنت فاشل في هذه المادة ودرجاتك سيئة” يقول “يبدو أن هذه المادة صعبة عليك قليلاً؛ هل تحتاج للمساعدة؟”. يجب عليه أيضاً تجاهل الأخطاء البسيطة في سلوك الطالب. والتركيز على السلوك الإيجابي ومكافأته عليه.
أطفال افتا مبدعون
أغلب من يعاني من افتا لديهم مستوى ذكاء طبيعي أو حتى أعلى من الطبيعي بالرغم من أن معظمهم يواجه صعوبات ناتجة عن عدم القدرة على التركيز والانتباه ولكن عند توفر الدعم الكافي يستطيع ذوي افتا أن يكونوا أعضاء مبدعين وفعّالين في المجتمع.
يختلف اضطراب افتا من شخص لآخر
قد يظن المعلم أن باستطاعته التعامل جيدًا مع طالب افتا في فصله؛ لأنه قد سبق وتعامل مع طالب افتا آخر، لكن الحقيقة هنا أن كل طالب من ذوي افتا يختلف عن الآخر من حيث الأعراض، على سبيل المثال: أحدهم قد يعاني من فرط الحركة والاندفاعية بينما الآخر قد يكون مصاب بتشتت الانتباه و صعوبة في التركيز، أو قد يعاني منهما جميعًا، لذلك تختلف طرق التعامل مع كل شخص بحسب حالته.
لا يحتاج طلاب افتا مدارس خاصة بهم
لايجب وضع مدارس خاصة لذوي افتا أو حتى عزلهم في فصول خاصة بهم، بل يكفي تدريب المعلم على كيفية التعامل معهم و الاستفادة من طاقاتهم.
لا يخفى علينا الدور المهم للمعلم في حياة الطالب، فهو الأكثر ارتباطاً واحتكاكاً به لعدد من السنين. لذا فإن نظرته لمشكلات الطالب السلوكيه وما يجده من حل لها من أهم العوامل الفعالة في مسار الطالب القويم. فعدا عن كونه المثال الأعلى للطالب، وما يترتب على هذه الكلمة من أهمية، فإن العلاقة بين المعلم والطالب تجسد واقعاً يؤثر في حياة الطالب وفي بناء شخصيته لذلك من المهم إدراك المعلم لافتا من جميع نواحيه ليتمكن من مساعدة طلابة لتحقيق أهدافهم الأكاديمية.