تخطى إلى المحتوى

أطفال ذوو افتا والقلق

دمية دب حزين
“Lonely teddy bear“ by Nenad Stojkovic is licensed with CC BY 2.0.

إن أطفال ذوي افتا قد يعانون في مسيرة تعايشهم مع الاضطراب (افتا) ببعض من الاضطرابات النفسية المصاحبة كالقلق، الاكتئاب، اضطراب العناد الشارد، واضطراب السلوك وغيرها من أنواع الاضطرابات النفسية. حيث ظهور أحد هذه الاضطرابات سيؤثر بشكل سلبي على جوانب حياتهم لأنه سيزيد ظهورها عبئاً جديداً لأطفال ذوي افتا وأهاليهم.

وبما أن القلق من أكثر الاضطرابات النفسية شائعة الحدوث لأطفال ذوي افتا فسنتحدث عنه بشيء من التفصيل، فقد أوضحت الدراسات أن الأطفال الذين يعانون من افتا هم أكثر عرضة من غيرهم للإصابة بالاضطرابات النفسية، حيث أن ربع أطفال ذوي افتا يعانون من اضطراب القلق.

ماهو القلق؟

هو الشعور بالضيق والاضطراب وعدم الاستقرار النفسي يصحبه شعور مبهم بالخوف من شيء غير محدد بالذات أو من توقع حدوث شيء ما، وهو يتفاوت في الشدّة من مجرد شعور بالاضطراب إلى شعور مرعب يعجز الطفل معه عن أداء أي شيء.

وهناك بعض الاضطرابات المشابهة للقلق كالتوتر والاكتئاب التي قد يجد البعض صعوبة في التفريق بينهما.

فلذلك فإن التوتر قد يكون عرضًا من أعراض القلق، وهو شعور بعدم الارتياح العام نفسيًا وجسديًا، ويكون هنالك نوع من الخوف الغير مبرر، فقد يشعر الأبوين بأن الطفل غير مطمئن في ذاته، وأنه عجول، وأنه مندفع، وأن يكون هنالك شيء من الاضطراب في النوم أيضًا، والتركيز أيضًا قد يكون فيه شيء من الضعف.

أما الكآبة فقد تكون عرضًا وقد تكون مرضًا، بمعنى أنها إذا كانت عرضًا فالأبوين سيشعروا بأن طفلهم حزين بعض الشيء، وغير مرتاح، ومنعزل، ومثبط عاطفياً، وإن كانت مرضًا فهنا يُقصد بها الاكتئاب النفسي، والأعراض هنا لابد أن تكون مرافقة للطفل لمدة شهر على الأقل، فسيكون هناك تأثر كبير في الوظائف البيولوجية كالنوم والأكل، وافتقاد الاستمتاع بالحياة بصفة عامة، وهي درجات: من البسيط إلى الشديد.

ماهي مسببات القلق عند أطفال افتا؟

غالباً يكون سبب اضطراب القلق عند الأطفال العاديين هو العوامل البيئية الحيطة بالطفل والأحداث المجهدة مثل: بدء الدراسة، الاختبارات، مشاكل عائلية كالطلاق وفقدان أحد الوالدين…إلخ، فهذه الأمور يمكن أن تؤدي بدورها إلى ظهور القلق عند الأطفال. وما إذا كان الطفل يعاني من افتا فزيادة على ماذكر سابقاً فإن حدة أعراض افتا ومحاولة التكيف على التعايش معها قد يكون ذلك سبباً في ظهور القلق لديهم، حيث أطفال ذوي افتا قد يواجهون بعض المشاكل في الحياة بسبب الأعراض إن كانت غير مسيطر عليها بطريقة فعالة بأحد أساليب العلاج المتوفرة لافتا. فقد يواجه الطفل في صفه الدراسي من صعوبة في السيطرة على التركيز والانتباه مع المعلم فهذا سيؤدي به للشعور بالقلق من مدى فهمه للمعلومات الموجهه إليه، وهل سيجاوب صحيحاً إذا سأله المعلم أم لا، أو هل سيجتاز الاختبار أم لا، فكل ذلك سيجعله يشعر بالسوء تجاه نفسه. وغيرها من أعراض افتا التي صعب على الطفل السيطرة عليها والتعايش معها.

كيف يتم معرفة أن الطفل يعاني من القلق؟

لكي يتم معرفة ما إذا كان طفلك يعاني من القلق أو لا فإن هناك علامات للقلق يمكنك ملاحظتها في طفلك. فإن كان طفلك يعاني من القلق فستجدين أن هناك مشاعر مزمنة من القلق والعصبية إضافة إلى أعراض أخرى كشعوره بالخوف دون سبب واضح، الانفعال، حدوث اضطرابات النوم، الصداع، آلام في المعدة، تعكر المزاج، الإرهاق المستمر، صعوبة في التنفس، الغثيان، صعوبة في السيطرة على الخوف والتوتر، الأرق، والقلق يمكن أن يولد أيضاً الخوف من تجربة أشياء جديدة في الحياة.

ماهو تأثير القلق على حياة طفل افتا؟

سيؤثر القلق بشكل سلبي على جوانب حياة طفل افتا، فمن الناحية النفسية فيشعر بالإحباط وعدم الثقة بالنفس والفشل في أي عمل سيقوم به. ومن الناحية الجسدية فسيسبب له بعض الاضطرابات الجسدية كمتلازمة التعب والإعياء الغير مبرر، اضطرابات التغذية سواءً فقدان للشهية أو الأكل المفرط، ارتفاع ضغط الدم. ومن الناحية الاجتماعية فسنجد بأن الطفل سينسحب من الأنشطة واللعب مع الآخرين، قلة تكوين العلاقات الاجتماعية، ضعف التحصيل الدراسي.

كيفية التغلب على اضطراب القلق عند أطفال افتا؟

بعد تقييمك لطفلك بأنه يعاني من اضطراب القلق فعليك أن تذهبي به للطبيب المختص الذي سيعالج الاضطراب السلوكي من خلال استراتيجيات وطرق تحمي طفلك من تضاعف القلق لديه بالإضافة إلى بعض الأدوية إن لزم الأمر.

ومن بعض الاستراتيجيات المتبعة للتغلب على القلق عند أطفال افتا:

  1. تعليم الأطفال الاسترخاء: لا يمكن أن يكون الأطفال قلقين ومسترخين في آن واحد، فيجب أن يتعلم الأطفال الاسترخاء وأخذ نفس عميق وإرخاء عضلاته.
  1. استخدام استراتيجيات عديدة لقمع القلق: و ذلك بأن يفكر الطفل بمشاهد هادئة ومفرحة، وهذا يساعده على إرخاء عضلاته المتوترة، وهذا يجب أن يكون ضمن التدريب على الاسترخاء، بالإضافة إلى التركيز على مشكلة واحدة بأن يختار الطفل ناحية من نواحي اهتماماته ويحاول حلها، إذا كان ذلك ممكناً ومواجهة مشكلاته كل واحدة في وقت معين.
  1. تشجيع الطفل للتعبير عن مشاعره: وذلك يمكن بإشراك الطفل في مناقشات الأسرة، وتكون المشاركة حرة بحيث يتاح لهم أن يعبروا عن أي مشاعر لديهم مثل الغضب أو الإحباط.
  1. الطرق المتخصصة: في حال أن يكون القلق طويلاً فإن المساعدة المتخصصة يجب البحث عنها إذا لم تنفع طرق الآباء في القضاء على القلق ومن هذه الطرق الذي يستخدمها المعالجون التنويم المغناطيسي لتقليل الحساسية المتزايدة.

ولا ننسى أدوية افتا التي لابد أن تؤخذ في وقتها الصحيح لتساعد الطفل على السيطرة على الأعراض والتعايش معها بشكل صحيح بعيداً عن القلق والتي بدورها السماح لطفل افتا أن يعيش حياته بصورة جيدة ومطمئن النفس.

وأخيراً هناك بعضاً من التوصيات والتوجيهات للوالدين مع طفلهم للتغلب بشكل ناجح على القلق:

  1. أن يتخلى الوالدان عن العصبية في معاملة الطفل. حيث إن الطفل يكتسب العصبية عندما يعيش في منزل يسوده التوتر والقلق.
  2. إشباع الحاجات السيكولوجية والعاطفية للطفل بتوفير أجواء الاستقرار والمحبة والحنان والأمان والدفء، وتوفير الألعاب الضرورية التي ترضي ميوله، ورغباته، وهواياته .
  3. لا بد أن يتخلى الآباء وحتى المعلمون عن القسوة في معاملة الطفل أو ضربه أو توبيخه أو تحقيره، حيث إن هذه الأساليب تؤثر سلباً في شخصية الطفل، و لا تنتج لنا إلا العصبية و العدوانية.
  4. عدم التفريق بين الأبناء في المعاملة أو تفضيل أحدهم على الآخر، ولنا في رسول الله صلى الله عليه وسلم الأسوة الحسنة، حيث قال صلى الله عليه وسلم: ( فاتقوا الله واعدلوا بين أولادكم ).
  5. إعطاء الطفل فرصة في إبداء الرأي في اختيار بعض حاجياته الشخصية، وخاصة فيما يتعلق بشراء ألعابه، أو ملابسه، وعدم إجباره على شيء لا يريده ؛لأن هذا يخلق جوا من القلق و التوتر بين الطفل ووالديه.
  6. استخدام أسلوب النقاش والحوار والإقناع مع الطفل العصبي بدلا من الصراخ في وجهه حيث إن ذلك لن يجدي معه نفعاً.
  7. تعزيز السلوك الإيجابي للطفل سواء بالمكافآت المادية أو بالتحفيز المعنوي عن طريق إطلاق عبارات المدح والثناء.
  8. إتاحة الفرصة للطفل في ممارسة نشاطه الاجتماعي مع الأطفال الآخرين، وعدم الإفراط في الخوف على الطفل، حيث إن تفاعله مع الآخرين يساعد في نمو شخصيته الاجتماعية.
  9. مراقبة ما يشاهده الطفل في التلفاز، وعدم السماح له برؤية المشاهد التي تحوي عنفا أو إثارة .