قد تصاحب معظم حالات اضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه (افتا) بعض الاضطرابات ، حيث تشكل نسبتها ثلثي الحالات، وقد تطغى بعض السلوكيات لديهم (مثل التملل والحركة المستمرين والتحدث دون تفكير ومقاطعة الآخرين أثناء تحدثهم والحاجة لتذكيرهم بالمهام البسيطة) على ملاحظة هذه الاضطرابات المصاحبة.
كيف تتعرف على الاضطربات المصاحبة أو المشابهة لافتا عند طفلك؟
إلى جانب تشخيص افتا فعلى الطبيب المختص أن يحدد فيما إذا كانت الأعراض بسبب افتا أو بسبب اضطراب آخر، أو ما إذا كان الطفل يحمل الاضطرابين في الوقت ذاته عن طريق الاختبارات والمقاييس المعيارية للتشخيص.
الاضطرابات المصاحبة الأكثر شيوعًا:
قد يصاحب افتا اضطراب واحد أو أكثر، ومن هذه الاضطرابات: اضطراب العناد الشارد، الاضطراب السلوكي، الاكتئاب، الاضطراب الوجداني ثنائي القطب، القلق، متلازمة توريت.
اضطراب العناد الشارد
حوالي 40% من ذوي افتا يحملون هذا الاضطراب، ويتصف الأطفال المصابون بهذا الاضطراب بأنهم كثيروا المجادلة والغضب والعناد وتقلب المزاج وغالبًا ما يفقدون أعصابهم، كما يرفضون الاتصال بالآخرين ويتضايقون منهم بسهولة ويستفزونهم ويؤذونهم بتعمد، بل وكثيرًا ما يخالفون الأوامر والقوانين, وتتفاوت ملامح هذا الاضطراب إلى حد بعيد، فقد تظهر بالبيت وتختفي في المدرسة أو تظهر مع والديهم والبالغين الآخرين و تختفي مع رفاقهم.
الاضطراب السلوكي..
تتفاوت نسبة حدوث هذا الاضطراب في الفترات العمرية المختلفة، حيث يتواجد في 25% من الأطفال، و45-50% من المراهقين، و20-25% من الكبار، ويحصل عند الطفل أو المراهق الذي يعاني من الاضطراب السلوكي نمط من السلوك العدواني أو الفوضوي لأكثرمن ستة أشهر، حيث يبدأ الطفل بالكذب والسرقة وتهديد وإيذاء الآخرين، وقد يؤدي ذلك إلى تراجع في الأداء الدراسي والهروب من المدرسة والتدخين في سن مبكر.
الاكتئاب..
تزداد عرضة الإصابة بالاكتئاب لدى المصابين بافتا عند التقدم بالعمر حيث تصل نسبته لدى الكبار من ذوي افتا إلى 47%، وعادة ما يصاب الشخص باضطراب افتا أولًا ويأتي الاكتئاب بعده كاضطراب مصاحب وغالبًا ما يكون سببه وراثيًا أو بيئيًا.
قد يواجه جميع الأشخاص أوقاتًا محبطة تشعرهم بالحزن والقلق ولكن بالنسبة للمصابين بالاكتئاب فهذه المشاعرة تكون ملازمة لهم في معظم الوقت.
عندما يبدأ الطفل بالنمو يبدأ الشعور بالوحدة بالازدياد خاصة إذا كانت البيئة المحيطة به غير متفهمة لحالته، فيتوقف أصحابه عن اللعب معه ودعوته في المناسبات، فتهتز ثقته بنفسه وبالآخرين، وتبدأ هذه الأمور التي قد يعتبرها البعض هامشيةً بالتراكم على عاتق هذا الطفل، وتزداد الخطورة عند عدم مداركة الأمر وتركه يتفاقم دون علاج.
الاضطراب الوجداني ثنائي القطب..
قد يتواجد الاضطراب الوجداني ثنائي القطب في 20% من الحالات، وفي وجود هذا الاضطراب يتعرض الشخص لحلقات مختلفة من المزاج المتقلب وبشكل غيرمتوقع، فقد يمر الشخص بفترة من المزاج العالي والسعادة والهوس تمتد لأيام أو أسابيع، ثم يحدث انقلاب لهذا المزاج فيتحول من سعادة غامرة إلى اكتئاب شديد قد يستمر لنفس الفترة أو أكثر.
وقد يعتقد البعض أن فترة السعادة التي يمر بها الشخص المصاب مشابهة لسعادة الشخص الطبيعي، ولكن الفرق بينها وبين الوضع الطبيعي أن الشخص في هذه الفترة يظهر حماسًا مفرطاً في كافة الأمور التي يفعلها، وقد يقوم بصرف أمواله بشكل مريب ودون تفكيرلدرجة قد توقعه في الديون، كما قد يواجه فيها الشخص أيامًا متواصلة دون القدرة على النوم ولو لساعات قليلة.
القلق..
قد تصل نسبة القلق عند الأطفال إلى 30% و25-40% عند الكبار من ذوي افتا.
والأعراض المصاحبة للقلق يصعب على الآخرين تمييزها؛ بسبب مشابهتها للآثار الجانبية للعلاج الدوائي من فقدان للشهية وصعوبات في النوم، فـ50% من الحالات لم يستطع فيها أهل الطفل ملاحظة الأمر إلا بعد مرور فترات طويلة جدًا من بدء حدوثها أوعندما يصل طفلهم لمرحلة حرجة وشديدة من القلق، فالطفل أو شخص المصاب يفكر ويقلق في الشؤون المدرسية أو في العمل أوغيرهما بصورة مبالغ بها، فيبدأ لديهم الشعور بالضغط والأرق، وقد يتعرض بعضهم في الحالات الشديدة إلى نوبات من الذعر يصاحبها آلام شديدة في المعدة وتعرق شديد وخفقان في القلب والاختناق وقد تستمر لمدة عشر دقائق.
متلازمة توريت..
تعد60% من حالات متلازمة توريت من ذوي افتا، وهي أكثر شيوعيًا بين الصبيان.
وفي حال إصابة الشخص يبدأ بإظهار حركات أو أصوات لا إرادية تسمى (العرات) ويصعب التحكم بها من قبل المصاب، حيث يقوم الشخص بها بهز الكتفين أوالقفز أو حركات لاإرادية للعين، والصراخ أو السعال أوتكرار الكلمات والعبارات أو استخدام الكلمات البذيئة، وعادة ما يبدأ المصاب بالعرات الصوتية قبل الحركية وتتطوربمرور الوقت، وعادة ما يشفى منها عندما يكبر، ولكن بالنسبة للعرات الشديدة فإنها قد تعيق الشخص عن أداء أعماله اليومية وتؤثر سلبًا على نفسيته.
ما الذي يجب فعله كأب أو كمعلم ؟
في حال ملاحظتك لأي أمر أو فعل خارج المعتاد على الطفل، قم بمراقبته بشكل مكثف وتسجيل هذه الأعراض أوالأفعال ومدتها وحدتها وأبلغ الطبيب المختص عنها.