“إن طريقة انجاز امر ما هو عمل شيء ربما يكون أحمقا او به بعض الفوضى
وتحقيق ذلك ليس بالأمر السهل ولا المضمون، فهو محفوف بالمخاطر
وربما مخيف، فهو يتطلب الرغبة بان تكون شيء ما في هذا العالم “.
سيث غودين رجل أعمال أمريكي ناجح، ومؤلف ومتحدث جماهيري ، كما تعتبر مؤلفاته من أكثر الكتب مبيعاً حيث تمت ترجمة 14 من كتبه الافضل مبيعا الى اكثر من ثلاثين لغة.
يعد سيث غودين نموذج رائع لشخص يقوم بالتفكير خارج الصندوق, وقد تمكن من التغلب على الكثير من تحديات اصابته باضطراب فرط الحركة وتشتت الإنتباه افتا , واستطاع تسخير هذا الاضطراب لتصبح سبب لنجاحاته بدلا من اعاقته .
يقول سيث :” أنا لدي اضطراب فرط الحركة افتا كما هو واضح ومن حسن حظي فإن العالم من حولي منظم وليس العكس وهو نقطة قوتي.”
اصبح اليوم اسم سيث غودين مرادفا للتفكير المتكامل والعبقرية الإبداعية، وتعتبر مدونه سيث من اكثر المدونات الشخصية شعبيه وانتشارا، فالناس يجدون الإلهام في حكمتة التسويقية الفريدة وفي قصة نجاحه .
يدعو في أحدث مؤلفاته “كلنا غريبي الأطوارWe Are All Weird ” اولئك الذين يتقلدون المناصب وفي مواقع السلطة بان يطرحون للناس المزيد من الخيارات وبان يهتموا للنظر الى ما يناسب اهتماماتهم وقدراتهم مع اعطائهم الاستقلالية للوصول إلى صفاتهم الفريدة الخاصة ، حيث أن سر نجاحه هو إصراره على تحقيق إهتماماته وصنع الأشياء التي أدت به في النهاية إلى النجاح.
يقوم سيث بتعريف ” النجاح ” على أنه القدرة على كسب المال من خلال عمل تحبه وسيث نفسه هو الدليل الحي على كلمات الفيلسوف كونفوشس “اختر وظيفة تحبها وعندها لن تضطر للعمل يوميا في حياتك. ”
ولكن إلى أي مدى ساهم اضطراب الحركة افتا في نجاح سيث المبهر؟
في بعض الأحيان ربما تكون الطاقة اللانهائية و فرط الحركة التي هي من أعراض اضطراب افتا عاملا لنجاحه،
“أنا دائما على عجل لإرتكاب الأخطاء والحصول على ردود فعل فورية لأبدأ فكرة جديدة على الفور، ولكني في الوقت نفسه لست على عجل للإنتهاء من العمل الحالي في الوقت المطلوب”
نفس القصة مماثلة لقصص رجال أعمال المعروفين مثل الملياردير الرئيس التنفيذي لشركة الخطوط الجوية جيت بلوJet Blue ، ديفيد نيلمان ، والذي يطلق على اضطراب افتا إنه أكبر عامل لنجاحة، ويعزو إبداعه الذي ساعده لتحقيق نجاحه في مجاله التنافسي لإضطراب افتا.
لاحظ إدوارد م. هلوول ، طبيب نفسي مشهور للأطفال والبالغين و متخصص في اضطراب افتا أن الأشخاص الذين يعانون من افتا يميلون الى الابداعية ، والبديهية ، والعناد والطاقة العالية.
فالعديد من الفنانين و كبار المديرين التنفيذيين الناجحين معروفين بإصابتهم باضطراب افتا ، فالأشخاص المصابين باضطراب افتا يتمتعون بقدرة على التفكير خارج الصندوق , وهم ايضا على استعداد للمخاطرة وهذه هي احد العناصر المهمة للنجاح في مجال الاعمال والمشاريع.
وعلى الرغم من أنهم على درجة عالية من الإبداع ولديهم الكثير من الطاقة إلا أن الكثير من المصابين باضطراب افتا يجدون صعوبة في تحديد الأولويات والتعامل مع كثرة المهام والإبقاء على تحفيز، يقول الدكتور هلوول ذلك، “إنها الطريقة التي تتعايش فيها مع اضطراب افتا التي تحدد اذا كان طريق للإبداع او العكس”. مع الكثير المثابرة اكتشف سيث مفاتيحه الفضية للنجاح وخلق مكان مميز لنفسه وتخطى الكثير من الصعوبات والتحديات المصاحبة لاضطراب افتا وجعلها نقاط قوة حقيقية.
يشرح سيث كيف انه كان يحاول تقوية يومه بصورة ترفع من حجم إنجازاته “وكنت لا أيأس من الذهاب للعمل كل يوم حيث انه هناك قوة في عدم اليأس، وسواء كان المرء مصابا بفرط النشاط أو لا فإن طريق تحقيق النجاح هو عدم اليأس، فالحياة لا تقدم النجاح على طبق من فضة، فالطريق الوحيد للنجاح هو تسخير نقاط القوة الخاصة بك ، والمبادرة ،
والنظر لكل إخفاق على أنه فرصة للتعلم وللمحاولة مرة أخرى. يمثل سيث فعالية هذه الفلسفة في سلوكه وطريقته في التعامل مع الأناس الذين يتعامل معهم في عالم الصفقات، “لا أعتقد أن جمهوري وقرائي مدينين لي بشيء , نجاحهم هو من صنعهم ” . قد يرى البعض ان طريقته في مجال التجارة والأعمال أنها نقطة ضعف، ولكن بالنسبة له إن هذا الإنكار للذات يسمح له بالتركيز على الأفكار المدهشة والممتعة التي تتولد في عقليته المصابة ب افتا .
“فأنا نادرا ما اقوم بالفعل “ألف” على انها الطريق المحسوب للوصل الى “باء” , لكني أقوم بعمل “ألف” لأني مقتنع بفعله أو أني أجد هذا الطريق مثيرا لإهتمامي وهذا هو سري ببساطة دون تعقيدات ” .
الاندفاعية التي هي من أعراض افتا يمكن أن تؤدي في كثير من الأحيان لحياة اجتماعية مزعزعة وغير مستقرة لكلا من الأطفال و البالغين الذين يعانون من هذا الاضطراب ، ولكن العديد من رجال الأعمال الذين وصلوا الى طريق النجاح كان ذلك من خلال تكرار الخطأ، ولو كانوا استخدموا طريقة عقلانية ولم يقعوا في هذه الاخطاء المتكررة لما وصلوا لهذا النجاح. يعتقد سيث أن لدينا جميعا القدرة على التغيير والاختراع في كل الميادين ، سواء كنا مصابين باضطراب افتا او غير مصابين به. “فكم شخص يذهب يوميا الى عمله وهو يقول “هذه الفكرة قد لا تنجح” ثم يجربها؟ والرد على هذا انه ليس هناك عددا كافيا سيقوم بفكرة هو غير مقتنع بها.”
يحاول سيث إرشاد الناس إلى السعادة المترتبة على إستطاعتهم أن يقولو : “هذه الفكرة لن تنجح.” فهو يؤكد ان النجاح موجود وان حل أي مشكله ليس مستحيلا مع إتباع الخطوات “الحمقى” كطريقة للإنجاز بدلا من فعل الشيء المنطقي طوال الوقت بل عمل شيء ربما يكون أحمق او به بعض الفوضى . تحقيق ذلك ليس بالأمر السهل أوالمضمون، فهي محفوفة بالمخاطر وربما مخيفة، أنها تتطلب الرغبة بان تكون شيء ما في هذا العالم ” .
النجاح لا يمنح بلا مقابل ” نحن ندفع للناس المزيد من المال ونقوم بمنحهم المزيد من الحرية اكثر من أي وقت مضى لنحصل على ابداع وفن “، وهو لا يقصد فقط الفنانين، بل يتحدث عن رجال الأعمال و المسوقين ، وحتى والاشخاص الذين يرقصون في الشوارع وغيرهم ممن لا يخاف من التعبير عن أنفسهم لأن هؤلاء هم من لديهم الفرصة للنجاح والحصول على جمهور، “وكلما تعاملت مع النجاح من هذا الجانب استطعت الحصول على الحظ الجيد والنجاح مهما طال الوقت.
على الرغم من صراعه في وقت مبكر مع افتا و اخفاقاته العديدة ، فإن سيث غودين لم ييأس أبدا ونجح في نحت لنفسه مكانا مرموقا في العالم، وهو الآن يحتفل باعتباره عبقرية خلاقة ذو رؤية فريدة للحياة.
يمكننا جميعا أن نعيش الحياة من خلال فلسفة سيث ، و رسالته لنا هي مواجهه المخاوف وتحدي الصعوبات و المثابرة.
ومن ثم تغيير العالم