سألني أحد زوار الجمعية اليوم: “أليس الأطفال المصابون بافتا سعيدون أثناء لعبهم وتسلقهم وحركاتهم الكثيرة؟” فالذين لم يسبق لهم التعايش مع افتا أو التعامل مع ذوي افتا كثيراً ما يتعجبون من اهتمامنا بمساعدة هؤلاء الأطفال ويتسألون، إذا كان هؤلاء الأطفال سعداء فلماذا لا نتركهم يلعبون ويمرحون؟
للأسف ليست لدي مهارة في المحادثة والإقناع فلم أستطع أن أعطيه إجابة متكاملة وواضحة، ولكني قلت له أن الأطفال بالطبع لا يشعرون بالسعادة عندما يعاقبون دوماً بسبب سلوكهم. لعله لم يفهم من هذه الإجابة أن المشكلة الأساسية تكمن فقط في الأهالي أوالمعلمين الذين لا يجيدون التعامل مع الأطفال !
أردت أن أصف له شعور الطفل الذي يلعب كرة القدم مع الأطفال في المدرسة ومن كثرة حماسه في اللعب يضرب أحدهم من غير قصد، أوالطفل الذي يلعب في بيت زميله ألعاب البلاي ستيشن وإذا هزم، اشتط غضبه وكسر جهاز التحكم، أوالطفل الذي دائما ما يتشاجر مع اخوانه وزملائه ويعاقب باستمرار، تحدث مثل هذه المواقف في حياته كل يوم، ونتيجة لذلك نجد أن الطفل ليس لديه اصحاب.
أردت أن يشعر بشعور الطالب الذي يمتلك مستوى عالٍ من الذكاء ويحب أن يتعلم أشياء جديدة، ولكن المعلمين يشكون بأنه لا يشاركهم في الصف ويرسب في الاختبارات ولا أحد يعرف السبب.
ينعته أهله بالكسل، ومعلموه بالغباء وبأنه لا يفهم شيئا، حتى هوبذاته لا يعرف السبب، وينتهي به الأمر إلى تصديق هذه الصفات التي ينعتوه بها.
ربما كان سعيداً أثناء لعبه في البداية ولكن غالبا ما يتجاوز الحدود من دون أن يفكر في العواقب.
فيشعر بالخجل والقلق ويعاني من ضعف الثقة بالنفس والاكتئاب ويشعر بالعزلة والغربة والفشل.
من المفترض ألا يعيش أي شخص مع هذه المشاعر السلبية ولذا نسعى لرفع مستوى الوعي عن هذا الاضطراب لنغير حياة ذوي افتا للأفضل. لا نريد أن نوقفهم عن اللعب والمرح بل نريد أن نعطيهم الأمل والفرصة ليعيشوا حياة سعيدة طبيعية.
هذا الأمل لمستقبل أفضل هومصدر اهتمامنا لهذه الفئة الغالية من مجتمعنا فلا تتعجب من ذلك، بل انضم إلينا وشاركنا في رفع مستوى حياة المصابين بافتا وحياة أهاليهم.