ماجد بن صالح الصويلح
أخصائي صعوبات التعلم
نعلم حقيقة أنه في الوضع الراهن لا يوجد خدمة كاملة ومناسبة للمصابين بأعراض فرط الحركة وتشتت الانتباه ( أفتا ) ، وليس على المستوى الطبي والنفسي فحسب بل يتعدى ذلك إلى المستوى التربوي ، ولعل هذا الوضع جعل من الضروري وجود جهة داعمة توعي المجتمع إلى أهمية تحسين أو إيجاد الخدمات المناسبة لهذه الفئة ، وتجلت هذه الجهة في صورة مجموعة دعم اضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه ، والتي أخذت على عاتقها ومنذ تأسيسها في العام 2004 م نشر الوعي بين مختلف طبقات المجتمع من الأهالي والتربويين وكذلك المتخصصين عن ماهية هذا الاضطراب وسبل التعامل مع المصابين به . وكانت المجموعة أول من علق الجرس في هذا الميدان مما لفت الأنظار إليه إلى أن أصبح هذا الاضطراب مفهوما لدى كثير من شرائح هذا المجتمع .
وكما هو معلوم أن كثير من الحالات يكون اكتشافها في المراحل الأولى من الدراسة فإنه يتحتم على المعلمين في المدرسة فهم طبيعة هذا الاضطراب وأعراضه والخصائص النفسية والسلوكية للمصابين به . في هذه الحالة يبرز دور معلمي التربية الخاصة وعلى وجه الخصوص ( معلمي صعوبات التعلم ) كونهم خط الدفاع الأول في مواجهة هذا الاضطراب واكتشافه في المراحل الأولى من الدراسة بحكم معرفتهم الجيدة له ، وكذلك في معرفة الخصائص النفسية والسلوكية للتلاميذ ذوي صعوبات التعلم ، والتي تبرز من أهم هذه الخصائص أعراض فرط الحركة وتشتت الانتباه كواحدة من أهم الصعوبات النمائية تأثيرا على المستوى الدراسي للتلاميذ ذوي صعوبات التعلم .
من هنا أجد من الضروري تذكير زملائي معلمي صعوبات التعلم بالدور المهم المناط بهم في نشر الوعي بين معلمي التعليم العام والمجتمع المدرسي عموما من طلاب ومعلمين وأولياء أمور ، لأنهم أكثر الناس فهما لطبيعة هذا الاضطراب على الأقل على مستوى المدرسة .. ويمكن أن يكون ذلك بطرق عديدة مثل عمل المطويات والنشرات والمجلات التي تتحدث عن هذا الاضطراب وكذلك تقديم الاستشارات للمعلمين في طرق التعامل مع التلاميذ الذين يشتبه بوجود فرط حركة وتشتت انتباه لديهم ، بالإضافة إلى عمل التشخيص الدقيق لهم في غرفة المصادر تمهيدا إلى إحالتهم للأخصائي النفسي أو طبيب الأعصاب المتخصص في الحالات المتقدمة .
أيضا من الأهمية بمكان التأكيد على المعلمين وعلى وجه الخصوص معلمي صعوبات التعلم متابعة المستجدات في هذا الشأن ، ومن ذلك حضور ورش العمل و المؤتمرات والندوات التي تتناول هذا الموضوع ، خاصة إذا ما علمنا أن مجموعة دعم اضطراب فرط وتشتت الانتباه ( أفتا ) تعقد وباستمرار ورش عمل متخصصة تناقش أهم الموضوعات المتعلقة بهذا الاضطراب ، وتقوم باستدعاء أفضل المتخصصين في هذا المجال من جميع دول العالم . إن مثل هذه اللقاءات تقوم بتأصيل المعلومة لدى المتلقي حتى يصبح لديه المعرفة الكافية التي تمكنه من إيصالها للآخرين ممن لا يستطيعون الحضور ، وفي المحصلة النهائية يصبح لدينا مجتمع واعي ومثقف يستوعب جميع الخصائص النفسية والسلوكية للأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة وبالتالي ينعكس ذلك ايجابيا على الأجيال القادمة .