حوار مع عرابة التطوع
صاحبة السمو الملكي الأميرة موضي بنت خالد بن عبد العزيز آل سعود
تعد سمو الأميرة إحدى أبرز الشخصيات المحفزة للعمل التطوعي، حيث قضت أكثر من ثلاثة عقود باهتمامها وبعطائها الإنساني اللامحدود بشؤون المرأة ورعاية الأسر المحتاجة والأرامل والأيتام.
شغلت العديد من المناصب الإدارية الى أن أصبحت عضواً في مجلس الشورى عام 2013م. وشغلت منصب الأمين العام لجمعية النهضة الخيرية ورئيس مجلس إدارة الجمعية السعودية للعمل التطوعي (تكاتف)، وجمعية الجنوب النسائية ، والأمينة العامة لمؤسسة الملك خالد الخيرية، ورئيسة لجنة الاستثمار الخاصة بها . كما ساهمت في تأسيس العديد من الجمعيات الخيرية كجمعية (تكاتف). وكان لها يدٌ في تأسيس زمالتين في مركز ليجاتوم التابع لجامعة(ماساتشوستس للتكنولوجيا) في الولايات المتحدة الأميركية عام 2011 بهدف دعم طلاب الجامعة السعوديين.
نرحب بعرابة التطوع صاحبة السمو الملكي الأميرة موضي بنت خالد بن عبد العزيز آل سعود
حاورها: فوزية عبد العزيز العبيدي
تتصف سمو الأميرة موضي بدرجة عالية من القدرة على المبادرة في الفعل، وفهم مشكلات المجتمع والتعرف على احتياجاته.
حدثينا سمو الأميرة عن دوافعك للتطوع وبداياتك في القطاع غير الربحي والعمل التطوعي في جمعية (تكاتف).
الهدف الأول هو العطاء للمجتمع وللمملكة التي أعطت الشيء الكثير وما نحاول أن نقدمه بالمقابل هو جزء بسيط لا يعكس مدى امتناننا لهذا الوطن المعطاء. بالإضافة إلى ذلك، فإن قضاء الوقت في شيء مفيد وله أثر في المجتمع يعتبر من الأهداف الشخصية لي والتي أعمل دائمًا على تحقيقها.
التطوع سلوك مهم للدلالة على حيوية وإيجابية الجماهير، ولذلك يؤخذ التطوع مؤشراً للحكم على مدى تقدم الشعوب وإبراز الصورة الإنسانية للمجتمع وتدعيم التكافل بين الناس، سمو الأميرة موضي أنت من الداعمات للكثير من الجمعيات وقمتِ بتأسيس جمعيات غير ربحية – هل نستطيع القول بأن حلمك قد تحقق؟
هناك دائماً مجال للتحسن وفعل المزيد وأعتقد أن الوقت الحالي مناسب جدًّا للدفع بمجال العمل التطوعي للأمام وتشجيع الشباب للمضي في نفس الطريق. توجد حاليا” برامج كثيرة تشجع على التطوع وتُرغّب الشباب فيه ودورنا أن نفسح لهم المجال وأن نعمل على إيجاد الحوافز اللازمة لدعمهم.
العمل التطوعي يعتبر ثروة عامة ليست حكرًا على أحد، بل هي روابط تقوم على قيم اجتماعية وإنسانية مثل الثقة، والصدق، والتعاون، والتكافل بين الجميع كأفراد ومجموعات يسعون لتحقيق ذواتهم ومصالحهم المرتبطة بمصالح المجموعة التي يعيشون فيها كيف نجحت سمو الأميرة في الترويج لنشر ثقافة التطوع بمجتمعنا؟
لا أنسب لنفسي النجاح في ترويج ثقافة التطوع، هذا عمل جماعي لا يجب أن ينسب لأحد معين. ولا شك أن التعاون والتعاضد هما قيمتان أصيلتان في مجتمعنا، وهما من صميم ديننا وثقافتنا. وأحب أن أنوه هنا بدور المؤسسات الخيرية في تنظيم التطوع وأوقاته والمساهمة في وضع الأُطر السليمة للمشاريع والنشاطات التطوعية.
العمل التطوعي يصنع إنسانًا جديدًا يتميز بالرؤى الثاقبة والتحلي بالمسؤولية تجاه مجتمعه كما أنه يفجر الطاقات الكامنة لدى الشباب لتوظيفها في مجالات وقطاعات متعددة. لماذا يعد العمل التطوعي مهمًّا للشباب في مقتبل العمر؟ وما هي أفضل الممارسات للمدارس والجامعات في تفعيل الأعمال التطوعية وتنشيط وتحفيز حركة العمل التطوعي في المجتمع؟
أعتقد أن غرس روح المبادرة للعمل التطوعي أمر مهم جدًّا في ترسيخ ثقافة العمل الخيري والتطوعي لدى الشباب منذ سن مبكرة. وهو بلا شك أمر يساهم في خلق مجتمع تكافلي ينظر إلى التطوع كركيزة أساسية من ركائز المجتمع. وهو أيضاً أمر مفيد جدًّا للشباب من حيث مساعدتهم في التعرف على إمكانيات مجتمعهم وتلمس حاجاتهم من خلال بيئتهم ومجالات تطوعهم المختلفة. وهنا يبرز دور المدارس والجامعات ليس فقط من خلال الأنشطة التطوعية والبرامج الخيرية، ولكن من خلال دمج تلك الأنشطة والممارسات مع إستراتيجيات تلك الجهات الأكاديمية ورسم أهداف ملموسة للعمل التطوعي والعمل على تحقيقها.
يمثل العمل الخيري الذي ينطوي تحته العمل التطوعي قيمة إنسانية كبرى تتمثل في العطاء والبذل بكافة أشكاله، فهو سلوك حضاري لا يمكن لأي دولة أن تتبنى برامج التنمية في المجتمعات من دونه لأن هذا القطاع الخيري يتيح الفرصة لكافة أفراد المجتمع للمساهمة في عمليات البناء الاجتماعي والاقتصادي كما يساعد على تنمية المسؤولية والإحساس بها لدى المتطوعين في العمل الخيري. كيف ترى سمو الأميرة أن القطاع غير الربحي قطع شوطًا كبيرًا أو يضاهي المجتمع المدني خصوصًا مع تواجد الحوكمة والإفصاح وكذلك بوجود الدعم الحكومي؟
القطاع غير الربحي بدأ يأخذ دوره المطلوب ويظهر ذلك بوضوح من خلال رؤية 2030 ونحن الآن نرى تحولاً جذرياً من التركيز على القطاعين الحكومي والأهلي فقط إلى التركيز أيضاً على القطاع غير الربحي وجعل ذلك من ضمن الأجندة الرئيسة لرؤية 2030.
كلمة سمو الأميرة لمتطوعي جمعية (إشراق) بشكل خاص وللمتطوعين بشكل عام.
حقيقة أود أن أشكر شبابنا على عطاءهم في مجال العمل التطوعي وأعتقد أن ما نراه الآن هو بداية فقط نحو مستقبل باهر لشباب هذا الوطن المعطاء في قطاع العمل الخيري والتطوعي. وأنا فخورة جداً بهذا العطاء الذي أعتقد أننا كمجتمع سوف نجني ثماره لسنوات قادمة ومن خلال أجيال ستنشأ على حب العمل التطوعي وخدمة المجتمع.
سررنا بالحوار مع سموكم الكريم، ونود أن نتوجه لكم بعظيم الامتنان ووافر الشكر على ما قدتموه بهذا اللقاء المثمر الذي يعتبر فرصة للنهل مما تتمتع به سموكم من خبرة وحنكة وإدراك بالتحديات ونظرة ثاقبة للحلول المثلى لهذه التحديات داعين المولى عز وجل أن يحفظ سموكم وأن يديم عليكم نعمة الصحة والعافية.