يشهد عصرنا الحالي موجة من التحديات والتحولات والتغيرات المتتالية والسريعة، وفي مقدمتها المنافسة الشرسة على الموارد، والتغير التكنولوجي السريع، والتغير في سلوك المستفيدين، والتطورات الهائلة في الاتصالات ونظم المعلومات على كثير من مناحي الحياة، والتغيرات الاقتصادية والمناخية. وأصبح الإبداع والابتكار من أهم ركائز التحول والتغيير نحو اقتصاد المعرفة وامتلاك التقنية والتكنولوجيا، ورفع مستوى الاستدامة والميزة التنافسية، ودعم الاقتصاد من خلال ما يتيحه من فرص أمام توليد معارف وعمليات وطرق وأفكار ومنتجات وخدمات جديدة وإبداعية وابتكارية تلبي حاجات ورغبات الفرد والمجتمع. ونظرًا إلى أهمية الإبداع والابتكار وضرورة استخدام منهج علمي في معرفة مفاهيمه وأساسياته ومراحل وخطوات تطبيقه، فقد تم تصميم هذه المبادرة معتمدين على نظريات الإبداع والابتكار الأساسية وحالات التطبيق الناجحة داخل وخارج المملكة بعد تكيفها بما يتناسب مع احتياجات ومتطلبات المنظمات في القطاعات الحكومية والخاصة وغير الربحية والأفراد.
مفهوم الإبداع والابتكار
الإبداع: هو القدرة على توليد الأفكار الجديدة، أما الابتكار فهو تحويل الأفكار الجديدة إلى شيء ملموس ذي قيمة وبجودة عالية، وبالتالي يعتبر الإبداع والابتكار مفهومًا واسعًا يشمل كل ما هو جديد ومختلف ومبتكَر يميز الفرد والمنظمة عن الآخرين ويمنحها دعمًا في المركز التنافسي وتحسين الأداء والاستدامة من خلال تقديم خدمات ومنتجات متميزة وذات جودة عالية بأقل تكلفة، وترقى إلى مستوى توقعات المستفيدين منها وتحقق رضاهم.
عناصر الإبداع والابتكار
الاستكشاف: والقدرة على استكشاف المشكلة أو الفرصة قبل وقوعها وعدم التعايش معها، بحيث لا تصبح جزءًا من السلوك.
الطلاقة: وتتضمن الجانب الكمّي للأفكار والبدائل وليست فكرة أو بديلًا واحدًا.
المرونة: تتضمن الجانب النوعي للإبداع والابتكار، ويتم النظر إلى الموضوع في أكثر من زاوية وعدم التفكير في إطار محدود، وأن تكون هناك مرونة مع الأفكار وحق المعارضة.
الأصالة: التجديد والانفراد بالأفكار، وأن تكون متوافقة مع العديد من المتغيرات النظامية والاجتماعية والاقتصادية… إلخ الموجودة في البيئة الداخلية والخارجية.
مواصلة الاتجاه: والتنفيذ وعدم الاستسلام.
التقييم والتحسين المستمر: تقييم النتائج واستمرار عملية التحسن المستمر
الفوائد المتوقع تحقيقها عند تطبيق الإبداع والابتكار
تحسين جودة الحياة: يساهم الإبداع والابتكار في تقديم خدمات ومنتجات متميزة وذات جودة عالية بأقل تكلفة وترقى إلى مستوى وتوقعات المستفيدين وتحقيق رضاهم، وهذا يؤدي إلى تحسين المعيشة وزيادة الراحة وسهولة الحصول على الخدمة.
النمو الاقتصادي: يساهم الإبداع والابتكار في تحسين الجودة وتقليل التكاليف وزيادة الإنتاجية وهذا يعزز الناتج الاقتصادي، ويؤدي إلى تطوير منتجات وخدمات ومشاريع ومبادرات جديدة أو مبتكرة والتي بدورها توفر فرص عمل.
تحقيق التفوق التنافسي: يساهم الإبداع والابتكار في تقديم خدمات ومنتجات متميزة وذات جودة عالية بأقل تكلفة وترقى إلى مستوى المستفيدين وتحقق رضاهم وتتفوق على المنافسين، وإذا نجحت المنظمة في تحقيق التفوق التنافسي يستطيعون جلب المزيد من العملاء وتحقيق المزيد من الأرباح.
حل المشكلات: يقود الإبداع والابتكار إلى ابتكار حلول إبداعية للمشكلات من خلال اتباع أدوات إبداعية وطرق وأساليب في حل المشكلات.
تطوير ثقافة الإبداع والابتكار: يساهم الإبداع والابتكار في التوسع في العمل الإبداعي والابتكاري لتحقيق الأهداف التنموية وتشجيع الأفراد على الإبداع والابتكار، وتقديد أفكار جديدة ومبتكرة وتحسين عملهم، ويساهم الإبداع والابتكار في إدخال طرق وآليات وأساليب جديدة تساعد الفرد على التخلص من عوائق التفكير والنظر إلى الأمور بطريقة إبداعية وابتكارية.
بعض الأدوات الإبداعية والابتكارية
هناك العديد من الأدوات الإبداعية والابتكارية الحديثة، ويمكن أن يستخدمها الفرد لتوسيع قدرته الإبداعية والابتكارية في حل المشكلات أو تحسين الخدمات أو المنتجات، وهي أساليب تنشيطية تجرِّد العقل من عوائق التفكير وتُجبِر الشخص على استخدام طرق ومنهجيات لم يتعود على استخدامها، ومنها:
أداة العصف الذهني: وتستخدم هذه الأداة في تحديد وكتابة كافة مناطق التحسين أو الأفكار على الورق، وتشجع هذه الأداة على التعبير عن الأفكار بحرية للحصول على جميع الأفكار المحتملة وترتيب وانتقاء أفضل الاختيارات.
أداة استبيان العميل: وتحدد هذه الأداة أهمية المنتجات والخدمات التي نقدمها لعملائنا، وتقيس معدل رضاهم.
أداة نافذة العميل: هذه الأداة تساعد على ترتيب أولويات فرص التحسين المحتملة باستخدام استبيان العميل لمعرفة مدى تلبية احتياجاته بصورة مُرضية.
أداة مخطط العملية: مخطط العملية يوضح التسلسل والقيمة والوقت المستغرق في أداء الخطوات اللازمة للحصول على المنتجات أو الخدمات التي تقدم للعملاء.
تحليل باريتو: وهو يساعد على وضع أولويات للبيانات مجتمعة، وهو يعين على اتخاذ القرارات باستخدام الحقائق.
تحليل عظم السمكة: يساعد تحليل عظم السمكة على تحديد وترتيب الأسباب الرئيسة والفرعية المحتملة والموقف حسب الأولوية.
تحليل التكاليف: يساعد هذا التحيل على تحديد التكاليف والوفورات والفوائد ملموسة لكل مشروع أو فرصة.
وهناك العديد من التقنيات والأدوات.
مراحل تطبيق الإبداع والابتكار
رغم أهمية الإبداع التي لا يمكن التطبيق من دونه إلا أنه لا يتجاوز الجانب النظري وطرح الأفكار الجديدة، وهو الإعداد لمرحلة تطبيق الأفكار الجديدة والمتمثلة في الابتكار. ويتم تطبيق الابتكار من خلال عمل جاد ومخطط له يتم وفق خطة إستراتيجية أساسية على مراحل محددة تعمل بشكل متواصل، وهي:
المرحلة الأولى: اختيار (الفكرة / المشكلة / المشروع / العملية)
المرحلة الثانية: التحليل والقياس
المرحلة الثالثة: التعرف على احتياجات ومتطلبات المستفيد وتحديدها
المرحلة الرابعة: ابتكار التحسينات والحلول
المرحلة الخامسة: التطبيق
المرحلة السادسة: قياس وتقييم النتائج
وتتكون كل مرحلة من هذه المراحل من مجموعة من النشاطات التي تمثل تسلسلًا لعمليات التطبيق في كل فكرة أو مشروع أو عملية، وللقيام بهذه النشاطات بشكل علمي ومتسلسل يتم استخدام النموذج والأدوات المناسبة لكل نشاط من النشاطات.
” بين قيادة التطوع وإدارته نظرةٌ إلى المستقبل “ القيادة والتطوع مصطلحان كل واحد منهما له من الهيبة والوقار والجمال والإشراق والروح والحركة والمعنى والمبنى…