لا يمكن تشخيص اضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه إلا بمعرفة طبيب معتمد متخصص يجري مقابلات مع أحد الوالدين أو مزود الرعاية الطبية أو المريض أو كليهما؛ من أجل توثيق معايير محددة للاضطراب. كما لا يمكن تشخيص الاضطراب بمقاييس التقدير بمفردها أو الاختبارات النفسية العصبية أو طرق تصوير الدماغ.
في هذا السياق، تعرّض تشخيص اضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه للانتقاد باعتباره تشخيصًا ذاتيًّا؛ لأنه لا يعتمد على اختبار حيوي، إلا أن هذا النقد لا أساس له من الصحة. إن اضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه يفي بالمعايير الموحدة المتعلقة بصحة الاضطراب العقلي الذي وضعه روبينز وجوز. ويعتبر الاضطراب صحيحًا للأسباب الآتية:
- اتفاق المتخصصين – المدربين جيدًا – في مجموعة متنوعة من البيئات والثقافات على وجود الاضطراب أو غيابه باعتماد معايير محددة جيدًا.
- كون التشخيص مفيد للتنبؤ بأي مما يأتي:
(أ) أي مشكلات أخرى قد يواجهها المريض (مثل صعوبات التعلّم الدراسي)؛
(ب) النتائج المستقبلية للمرضى (مثل تعاطي المخدرات في المستقبل)؛
(ج) الاستجابة للعلاج (مثل الأدوية والعلاجات النفسية)؛
(د) الخصائص التي تشير إلى مجموعة متسقة من أسباب الاضطراب (مثل النتائج المستمدة من علم الوراثة أو تصوير الدماغ).
أقرّت الجمعيات المهنية ونشرت إرشادات لتشخيص اضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه، منها جمعية إشراق التي أصدرت الدليل الإرشادي السريري المبني على البراهين لتشخيص وعلاج اضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه في المملكة العربية السعودية.
السمات الرئيسية للتشخيص هي:
يقتضي التشخيص:
- وجود مستويات غير مناسبة من الظهور التدريجي لفرط النشاط /الاندفاع و/ أو أعراض عدم الانتباه لمدة 6 أشهر على الأقل؛
- ظهور الأعراض في أماكن مختلفة (مثل المنزل والمدرسة)؛
- الأعراض التي تسبب قصورًا في الحياة؛
- ظهور بعض الأعراض وحالات القصور لأول مرة في مرحلة الطفولة المبكرة إلى منتصف مرحلة الطفولة؛
- عدم وجود اضطراب آخر يفسّر الأعراض تفسيرًا أفضل.
يمكن وصف العرض السريري لاضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه بأنه يمثل أعراض عدم الانتباه في الأساس، أو إفراط في النشاط/الاندفاع في الأساس، أو كليهما معًا، وذلك اعتمادًا على طبيعة الأعراض ذاته. تشير التحليلات الوصفية التجميعية إلى أن قصور الانتباه يرتبط ارتباطًا وثيقًا بضعف التحصيل الدراسي، وضعف الثقة بالنفس وغياب تقدير الذات، والنتائج المهنية السلبية، وتدني الأداء التكيفي/الانضباطي بوجه عام. ترتبط أعراض فرط النشاط /الاندفاع برفض وإهمال الأقران والعدوانية وسلوكيات القيادة المحفوفة بالمخاطر والإصابات العرضية. كما وتختلف أنماط الاضطرابات المصاحبة من حيث الأبعاد.
يتسبب اضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه في إضعاف أداء الأشخاص ذوي معدلات الذكاء المرتفعة، لذلك يمكن تشخيص الاضطراب في هذه المجموعة. وهناك دراسة تَعَرُّض أُجريت لمجموعة المواليد تستند إلى عينات سكانية لأكثر من ٥٧٠٠ طفل، حيث لم تخلص هذه الدراسة إلى أي فروق كبيرة بين الأطفال ذوي الذكاء المرتفع أو المتوسط أو المنخفض واضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه في المرحلة المتوسطة من العمر، الذي تم فيها استيفاء معايير اضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه، ومعدلات اضطرابات التعلّم، والاضطرابات النفسية، وتعاطي المخدرات، ومعدلات العلاج بالمنشطات.
في مرحلتي المراهقة والشباب، يستمر ضعف أداء العديد من الأفراد الذين أُصيبوا سابقًا باضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه في مرحلة الطفولة بسبب الاضطراب، على الرغم من أنهم غالبًا ما تظهر عليهم أعرض انخفاض النشاط والاندفاع مع الاحتفاظ بأعراض قصور الانتباه.
تُظهِر العديد من الدراسات الوبائية والسريرية الضخمة أن اضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه غالبًا ما يحدث بالاقتران مع اضطرابات نفسية أخرى، ولاسيما الاكتئاب والاضطراب ثنائي القطب، واضطرابات طيف التوحد، واضطرابات القلق، واضطراب التحدي المعارض، واضطراب السلوك (التصرف)، واضطرابات الأكل، واضطرابات تعاطي المخدرات. إلا أن وجود هذه الأعراض أو الاضطرابات لا يستبعد تشخيص الحالة باضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه.
هناك تحليل وصفي تجميعي يضم ٢٥ دراسة أجري على أكثر من ثمانية ملايين مشارك، وقد خلص هذا التحليل إلى أن الأطفال والمراهقين الذين هم أصغر نسبيًّا من زملائهم في الفصل هم أكثر عرضة للإصابة باضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه.
المراجع
- البيان الدولي الصادر بالإجماع عن اضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه
- الدليل الإرشادي السريري المبني على البراهين لتشخيص وعلاج اضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه في المملكة العربية السعودية
- الصورة: Close up of student taking a multiple-choice exam by AtlasStudio from Noun Project (CC BY-NC-ND 2.0)